السبت، 23 أبريل 2011

الصناعات الحجرية


الأدوات
 صنع صيادو ما قبل التاريخ معظم أدواتهم من الحجر، كما استعملوا أدوات مصنوعة من العظم والخشب، إلا أن القليل من هذه الأدوات قد بقي حتى اكتُشف ذلك، لأن العظم والخشب يتحللان بمرور الوقت. ونتيجة لذلك يعتمد العلماء في معلوماتهم عن أناس ما قبل التاريخ، على دراسة الأدوات الحجرية.
وقد كانت أدواتهم من أحجار حادة ومسننة الأطراف تستخدم في القطع، والكشط والفرم. واستخدم الصيادون، هذه الأدوات أساسًا، في تجهيز الحيوانات التي يصيدونها، وفي معالجة جلودها، وصنع القدماء الأداة بطرْق حجر صغير بوساطة حجر آخر، أو بعظم قوي أو قطعة خشب، ثم شذَّبوا الأداة بشطف قطعة صغيرة من أحد طرفيها حتى يصبح الطرف حادًا.
تسمى أقدم أدوات الإنسان الحجرية الأدوات الحصوية، وكانت ذات طرف حاد في جانب واحد من الحصاة. وربما كانت تُستخدم في أغراض القطع والكشط. وربما كانت النوع الوحيد من الأدوات حتى ما يقرب من مليون ونصف المليون سنة مضت. بعد ذلك بدأ الناس في بعض أجزاء شرقي آسيا وشرقي أوروبا في صناعة نوعين من الأدوات يسميان أدوات التقطيع والسواطير.
وفي الوقت نفسه بدأ الناس في غربي أوروبا ومعظم إفريقيا وأجزاء من غربي آسيا صنْع الفؤوس اليدوية. وأدوات التقطيع تتكون من أحجار صغيرة ومسطحة ومشحوذة من جانبي الطرف الحاد. أما السواطير فهي أحجار أطول نسبيًا ومسنَّنة على جانب واحد من الطرف الحاد. والفؤوس اليدوية تشبه الساطور؛ إلا أنها ذات أسطح مستوية نتجت عن تشكيل إضافي قام به الصانع. وليس لكل هذه الأدوات مقابض.
منذ ما يقرب من 200,000 سنة؛ بدأت جماعات كثيرة من الناس في صنع أدوات متخصصة لوظائف مختلفة مثل؛ القطع والفرم والكشط، حيث استخدم معظم الصناع القدماء الشظايا التي تتكسر من الأحجار لتُصنع منها هذه الأدوات. وبما أن الشظايا لها أطراف حادة فقد أصبح صنع الأدوات منها يتطلب قليلا من الجهد مقارنةً بغيرها.
وفي أواخر العصر الحجري القديم، وبعد عام 40,000 ق.م؛ تمكّن كثير من الناس من تشكيل نصال طويلة ورفيعة من الأحجار؛ استخدموها كأدوات، أو صنعوا منها الشفرات ورؤوس الحراب، لذلك قام البعض بصنع نصالٍ صغيرة الحجم؛ يطلق عليها القزمية (ميكروليث) واستخدمت هذه النصال كرؤوس أو أطراف قاطعة في السهام الخشبية والمناجل والحراب، وغيرها من الأدوات والأسلحة، وقد أصبحت الأدوات القزمية (ميكروليث) أكثر رواجًا بعد عام 18,000 ق.م تقريبًا.

هناك تعليق واحد: