السبت، 23 أبريل 2011

صياد ما قبل التاريخ


كيف عاش صيادو ما قبل التاريخ

عاش الناس معظم العصر الحجري معتمدين كلية على الصيد وجمع النبات في غذائهم منذ نحو مليوني سنة. والفترة الممتدة من ظهور أوائل البشر وحتى حوالي 8000ق.م، عندما عرفت الزراعة وسيلة للعيش، تسمى العصر الحجري القديم الباليوليتيك، وحتى بعد أن عرف بعض الناس تأمين غذائهم من الزراعة، استمر كثيرون في الاعتماد على الصيد كغذاء. وصيادو العصر الحجري الذين عاشوا بعد 8000 سنة ق.م يسمون شعوب العصر الحجري الوسيط - الميزوليتيك.
عاش صيادو ما قبل التاريخ في مجموعات متنقلة من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء. وتبقى المجموعة عادةً في مكان واحد لأيام قليلة فقط، حيث يأكلون الحيوانات والنباتات المتوافرة في المنطقة، وبعدها ينتقلون إلى مكان آخر.
ولا يبني الصيادون ملاجئ إلا بعد أن يجدوا غذاءً يكفيهم أسابيع أو شهورًا. ولبناء الملجأ، ينصبون هيكلاً من غصون الأشجار وقرون الأفيال، أو الأشجار الصغيرة، ثم يغطون الهيكل بأوراق الشجر والصوف والجلود. ويرسم العلماء هذه الصورة لحياة الصيادين من خلال دراستهم لمعسكرات الإقامة فيما قبل التاريخ ومنها مثلاً، ما يحتوي على بقايا النفايات. وكمية النفايات تشير إلى أن الناس بقوا في تلك المعسكرات لعدة شهور. وبعض المواقع تحتوي على دوائر من الحجارة والعظام التي تحدد معالم مخططات الأكواخ أو الملاجئ.
عاش الصيادون أيضًا في مناطق محدودة من العالم، في الكهوف، إلا أنها ربما كانت مظلمة ورطبة، غير مريحة لأناس ما قبل التاريخ. وربما استُخدمت الكهوف خلال أوقات شديدة البرودة،كثيرة العواصف فقط.
الغذاء. اعتمد الصيادون في غذائهم على الحيوانات وعلى جمع النباتات البرية. في البداية اصطاد أوائل البشر الحيوانات الصغيرة، بما فيها الطيور والزواحف الصغيرة. ومنذ حوالي مليون ونصف المليون سنة؛ طور بعض الصيادين طرقًا وأسلحة مكَّنتهم من قتل أو اصطياد الطرائد الكبيرة. واستطاعوا لاحقاً صيد حيوانات كبيرة؛ مثل البيسون، والأيل،ودب الكهوف الضخم، وأفيالما قبل التاريخ.
وقد اختفى البيسون وأفيال ما قبل التاريخ وأنواع أخرى كثيرة من الحيوانات الضخمة في آسيا وأوروبا منذ حوالي 8000 سنة ق.م، أي مع نهاية العصر الحجري القديم. وتبعًا لذلك فإن شعوب العصر الحجري الوسيط الذين كانوا يقطنون هاتين القارتين بعد ذلك التاريخ، اصطادوا في الغالب حيوانات مثل الخنزير البري والأيل والأبقار البرية. ومن أقام منهم بالقرب من البحيرات والأنهار أو البحار اعتمد أساسًا على صيد الأسماك والمحار.
ربما طهى صيادو ما قبل التاريخ طعامهم حتى قبل معرفتهم إشعال النار، إذ ربما استفادوا من الأخشاب المحترقة بفعل الطبيعة، وقد تعلم الناس إشعال النار منذ حوالي المليون ونصف المليون سنة على وجه التقريب.
لم يكتف الناس الأوائل بأكل اللحوم؛ بل أكلوا أيضًا نخاع العظام، كما يُستَشف من عظام الحيوانات المحروقة التي وُجدت في مواقع ما قبل التاريخ؛ حيث يمتص النخاع بعد طهيه. وفي حالات أخرى تُكسّر العظام لاستخراج النخاع.
كذلك جمع الصيادون النباتات البرية للغذاء، وقد اكتُشف القليل من البقايا النباتية المتحجرة في معسكرات الإقامة،وذلك لأنها معرضة للتلف السريع. ومع ذلك فقد تمكن العلماء من العثور على بقايا الثمار والحبوب والجذور وغيرها من الفواكه البرية التي جمعت بغرض أكلها، فقد وجدت بعض بقايا التوت بأحد المواقع التي ترجع إلى نحو 400,000 سنة مضت تقريبًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق