حياة الجماعة
يعتقد العلماء أن معظم صيادي ما قبل التاريخ عاشوا في جماعات يتراوح أفرادها بين 25 و 50 فردًا. وتتكون كل جماعة من عدد من الأسر.
وتقوم جماعات صيادي ما قبل التاريخ بأعمال متنوعة؛ بدءًا بصُنع الأدوات إلى صيد الحيوان، فالأدوات وعظام الحيوانات التي وُجدت في معسكرات إقامتهم تشير إلى أنهم كانوا يقومون بمهام مختلفة في أماكن متنوعة من المعسكر. فمثلاً هناك مواقع في المعسكر تحتوي على الكثير من الشظايا الحجرية والأدوات غير المكتملة، وهذه ربما كانت هي الأماكن التي صنع الناس فيها أدواتهم. وهناك مواقع أخرى تحتوي على قليل من الأدوات، وتغيب عنها الشظايا الحجرية؛ إلا أنه تكثر فيها عظام الحيوانات الكبيرة. ومثل هذه المواقع ربما كانت أماكن ذبح الحيوانات الكبيرة. وفي مواقع أخرى وُجدت الأدوات وعظام الحيوانات ملقاةً بالقرب من بقايا الأكواخ ومواقد النار، إذ يبدو أن الناس كانوا يأكلون وينامون في هذه الأماكن.
تقوم بعملية الصيد فرق مكونة من حوالي أربعة إلى ثلاثين شخصًا، وعندما يكون الصيد لأنواع الحيوانات الكبيرة مثل الأفيال تُوقد الفرق النار لتساعدهم في صيد أو قتل الحيوان، فالنيران تدفع بالحيوانات إلى جرف صخري أو إلى مستنقع أو حفرة أو شراك أو غيرها من المصائد.كذلك كانت الفرقة تجمع أنواعًا مختلفة من النباتات الصالحة للأكل.
وقد توافرت لصيادي ما قبل التاريخ مساحات للعيش أكبر مما هو متاح للناس اليوم. إذ يقدر العلماء أن عددًا قليلاً من الآلاف عاش في كل إفريقيا، وعددًا مماثلاً في آسيا، خلال الأزمان المبكرة لما قبل التاريخ . وعلى الرغم من أن الجماعة كانت تتنقل من مكان إلى آخر فقد كانت تبقى في منطقة معروفة لديها ونادرًا ما تقابل جماعة أخرى. وربما لا يقابل الشخص طوال حياته شخصًا آخر غير الخمسة والعشرين إلى الخمسين فردًا الذين تتكون منهم جماعته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق